فتنــــــة النســـــــاء
أما بعد عباد الله :ـ اتقوا الله تعالى واحذروا من الفتن ما ظهر منها وما بطن واعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الفتن تعرض على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه)) رواه مسلمعباد الله وحديثنا في هذا المقام عن فتنة عظيمة عمت وطمت في هذا الزمن ألا وهي فتنة النساء حيث ((قال صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) متفق عليه
عباد الله :ـ أطرق هذا الموضوع لتكونوا على حذر من الشر لأن حذيفة رضي الله عنه كان يسأل عن الشر ولو تأملنا كل أطوار البشرية لوجدنا أن المرأة فتنة من المهد إلى اللحد فهي منذ ميلادها تمثل جزء من عرض الرجل وشرفه وتخلق فيه نزعة الغيرة ، وفي الجاهلية كان الآباء يفقدون مشاعر الأبوة الرحيمة ويئدون بناتهم خشية العار وهناك حكاية تروى عن أحد العرب فقد ذهب الرجل بطفلته إلى الصحراء ليئدها والطفلة مسرورة بصحبة أبيها ولما بدأ يحفر لها في الأرض ليئدها عفر التراب لحيته فمدت البنت يدها ونفضت التراب عن لحية أبيها فلم تأخذه الرحمة وأهال عليها التراب وكان أحدهم يحزن حينما يبشر بالأنثى قال تعالى {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ } (58) سورة النحل
ولهذا فإني أنبه على أمر قد يقع فيه بعض الناس فيقع في أمر من أمور الجاهلية وهو لا يشعر وهو أنه حينما يبشر ببنت قد يحزن ويتسخط وهذه جاهلية بغيضة والبعض قد لا يولد له إلا بنات فقط ولا يرزق بذكور فيحزن لذلك وربما سخط على زوجته وهذا ليس بعيب فيها وينسى أو يتناسى أن هذا مقدور له وربما كان فيه خيرة له.
عباد الله وإذا انتقلنا من مرحلة الطفولة بالنسبة للبنت بكل ما فيها من براءة ودرجنا على طريق الزمن بضع سنوات نجد ضربا آخر من ضروب الفتنة يتمثل في البنت التي سارت نحو البلوغ وبدأت ترتسم على جسدها علامات الأنوثة وأصبحت محط أنظار الرجال وقد تكون البنت وسيمة مع صغر عمرها لكن جسمها يلفت الأنظار ومع ذلك لا يأمرها والدها بالحجاب فتبقى فتنة لكل مفتون ويطمع فيها من في قلبه مرض وتكون سببا في إيقاظ الفتنة النائمة وبالتالي تكون حطبا لها والفتنة هنا لا تكون مقصورة على الأب وحده لكنها تشمل الأب والأم معا فكلاهما يجب أن يضع ابنته تحت منظار الرقابة الدقيق خشية نظرة تغزو قلبها أو عين تفتتن بها
عباد الله وفتنة المرأة عظية وقديمة وتزداد في زماننا هذا حيث كثرت المغريات وقل الوازع الديني في القلوب وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( أن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان . ) صحيح الالباني
أي يرفع بصره إليها مغريا لها وللمرأة أسلحة كثيرة تستخدمها في الفتنة إذا استشرفها الشيطان ومن هذه الأسلحة ما يلي
*** فهناك سلاح الاستفزاز إذا سولت لها نفسها أن تنتقم من أحد والدموع المصطنعة إن هناك من النساء من تفرق بين الأخ وأخيه وقد تشعل بينهما نار العداوة وماذا تكون النتيجة الأخوان اللذان حملتهما أم واحدة في بطنها وقد يكونا توأمين يصبحان عدوين لدودين والسبب زوجة أحدهما أو الزوجتان معا وقد تنطلق هذه الفتنة من داخل الأسرة إلى الأقارب فيصبحون شيعا وأحزابا وما علمت تلك المرأة التي أضرمت نار العداوة أنها آثمة ، والله لها بالمرصاد وقد يقيض الله لها من أولادها من يعقها .
*** ومن أسلحة المرأة في الفتنة سلاح التبرج والسفور وقد حظر الإسلام استخدام هذا السلاح وأدخله في قائمة المحرمات وقد أسرفت بعض النساء في الزينة حتى أصبح كل شيء تتزين به يعتبر لونا من التبرج فإن اتجهت إلى ثيابها وجدتها مسرفة في عددها وزخرفتها وتصميماتها تعلن الحرب على تعاليم الإسلام ، وجل همها متابعة محلات الأزياء لتحاكيها وهناك من تكون متبرجة في حليها وفي تلك الأصباغ التي تضفيها على خدها وأظافرها وغير ذلك وهذه فتنة عظيمة أعني فتنة التبرج والسفور يجب أن يتنبه لها المجتمع حتى لا يكون كالنائم في أحضان الأسد لا يدري متى يفترسه ، والمرأة التي تفعل ذلك إما أن يكون زوجها او ابوها او اخوها
يعينها على ممارسة هذه الفتنة وفي هذه الحالة يكون شريكها في الإثم وقسيما لها في المعصية.
** عباد الله ولو قارنا بين ما كانت تلبسه المرأة في الماضي وما تلبسه اليوم لوجدنا أننا نعيش فتنة شعواء ذات مخالب وأنياب إن دور الأزياء في العالم تستحدث في كل يوم نوعا جديدا وليس فيه من الجدة شيء إلا التفنن في عرض مفاتن المرأة ووصف أعضاء جسدها وصفا يغني عن الكلام ، وقد تحايلو على اللباس الشرعي الفضفاض فاخرجوه في موضات متعدده كلها تخدم مصالح الغرب .
***ومن أسلحة المرأة في الفتنة صوتها لأنه يحرك قلب الرجل وغرائزه لهذا نهى الله تعالى النساء عن الخضوع بالقول لكي لا يطمع فيهن مرضى القلوب والقلب المريض هنا ليس القلب المصاب بضيق الشرايين وما شابه ذلك من الأمراض الحسية وإنما القلب المصاب بالشهوات الذي يخفق خفقانا غير عادي إذا مسته بنان الفتنة وكما أن العين تعشق فكذلك الأذن وبعض النساء تكون مصدر فتنة في صوتها من خلال محادثتها للرجال الأجانب من خلال الهاتف أو غيره غير مبالية بإيقاظ الفتنة أو من خلال محادثتها لرفيقتها في الطريق حيث يسمع صوتها الرجال ونظرا لأن الفتنة تحصل بصوت المرأة لا يجوز للمرأة أن تتكلم في الصلاة بتسبيح ولا غيره إذا سها الإمام وإنما تصفق.
** عباد الله ومن أسلحة الفتنة لدى النساء فتنة العين والنظرة حتى لو لم تتكلم فالمرأة تستطيع أن تتحدث بعينها ونظرتها وتفصح عن مشاعرها وتكشف عن ذات صدرها بما يعجز عنه اللسان وهناك خط موصول بين القلب والعين فما يخفق به القلب تعبر عنه العينان وقد أشار القرآن الكريم إلى الصلة الدائمة بين الصدور والعيون قال تعالى {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (19) سورة غافر وفتنة العيون ليس في لونها وإنما في قدرة هذه العيون على الحديث وبعث وإرسال النظرات القاتلة ولذلك فإن الإسلام كما أمر الرجل بغض البصر أمر المرأة بغض البصر
عباد الله ومن الفتنة عند النساء التقليد والمحاكاة والتقليد منه ما هو حسن ومنه ما هو سيئ فالسيئ هو التقليد الأعمى وهو محاكاة الشيء بدون تدبر عواقبه وحكمه الشرعي والتقليد الأعمى ليس من شأن الإنسان بل هو من آداب القرود فهي التي تقلد بدون تدبر ومن أمثلة ذلك أننا قد نجد بعض النساء يحاكين أو يقلدن ثياب بعض الممثلات أو يقلدن مشيتها أو ضحكاتها أو حركات يديها أو عينها أو تسريحات شعرها وهذا في حد ذاته فتنة وبعض النساء غالت في هذا الأمر أي التقليد الأعمى فتلقفت عن الغرب كل ما يفرزونه ويصورونه على مجلات الأزياء واختارت منها ما يكون فاضحا فاتنا إما بقصره أو بضيقه أو بفتحاته أو بزخرفته ووضعت نفسها عالة على المجلات الهابطة ترتشف من سمومها وهي التي تحاكي في المرأة غريزتها وتسعى في إثارتها وتريد تجريدها من عفتها وكرامتها ووقارها وحجابها الذي شرفها الله به لم تتكلف تلك المرأة المخدوعة فتسأل نفسها ماذا يريد الأعداء منها ومن غيرها من نساء المسلمين وإذا أراد المسلم والمسلمة أن يعرفوا مكر الغرب وكيدهم للإسلام والمسلمين فليتذكروا أنهم يحرصون على تغليف بضائعهم تغليفا جيدا حتى لا تصاب بالتلف والعطب أو تكون مآوي للجراثيم والواقع شاهد بذلك بينما يطلبون من المرأة أن تتعرى وتكشف جسدها للرجال ولا يخافون عليها من التلف الخلقي كما يخافون على بضائعهم أن يصيبها الفساد إذا ظلت عارية بدون تغليف فإذا كانت المرأة في أعين الغرب قد وصلت إلى هذا الحد وأصبحت لا تساوي البضائع المعروضة للبيع والشراء فلتنظر المرأة إلى الإسلام كيف حافظ على المرأة ورفع من شأنها وعززها وصانها وأمرها بالبعد عن مواطن الريب وصان لها كرامتها وأمرها بالبعد عن الرجال الأجانب وأمرها بغض بصرها حتى لا تفتن أو تفتن لتبقى أما مكرمة أو أختا مصونة أو بنتا محترمة فالمرأة التي رفضت كل هذا واتبعت نواعق الغرب هانت على نفسها فهانت على الرجال .
أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
أما بعد أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وألزموا من تحت أيديكم بطاعة الله تعالى حتى لا يكونوا لكم أعداء قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة التغابن
وأبعدوا نساءكم ومن ولاكم الله أمرهن عن أسلحة الفتنة واحذروا منها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )) صحيح الألباني
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)) صحيح الألباني
عباد الله والقسم الثاني من التقليد هو التقليد البصير وهو محاكاة عمل من الأعمال بعد عرضه على الشرع ومعرفة إباحته وإذا كانت بعض النساء مولعة بالتقليد فلماذا لم تقلد خديجة رضي الله عنها وعائشة وزينب وفاطمة رضي الله عن الجميع
عباد الله قد يتساءل البعض ما الذي يقضي على أسلحة فتنة النساء فأقول إن الذي يقضي عليها هو حسن الرعاية والتربية الحسنة ولذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر عند الزواج بالبحث عن ذات الدين لأنها تكون صالحة في نفسها وتنتج ذرية صالحة فالأم مدرسة إذا أعددتها وهكذا فالمسلم ينبغي له أن يتعاهد من تحت يده بالتربية الحسنة ليطمئن على تحصينهم مما قد يكون سببا في شقائهم .
تعليقات
إرسال تعليق