القائمة الرئيسية

الصفحات

الشذوذ الجنسي

عباد الله : إن هذا العصر الذي نعيش فيه عصر انتشرت فيه الفواحش وكثرت فيه أسباب الفساد وتنوعت فيه وسائل الشر وانفتحت فيه زهرة الحياة الدنيا وسهل فيه الالتقاط المباشر من العالم الخارجي وترك الحبل على الغارب باسم الحرية والديمقراطية .حتى انتشرت انواع الفواحش وحتى خرج البعض عن الفطر السليمة وتفاخروا بالفواحش واعلنوها وتداعوا اليها .قال تعالى [قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ] {الأعراف:33} لقد ظهر الزنا وانتشر اللواط والسحاق وضعفت الغيرة وقل الحياء وأصبح الحرام أيسر حصولاً من الحلال وفسدت الأخلاق وأهملت الواجبات وكثرت الأمراض التي لم تكن معروفة في أسلافنا الذين مضوا. لقد شاعت الفواحش شيوعاً لا ينبغي تجاهله أو السكوت عنه لأن السكوت عنه له أضرار وخيمة وعواقب أليمة ، فما لُعِن بنو إسرائيل إلا لأنهم سكتوا عن المنكر حتى تطبعوا به فلعنهم الله جميعاً
قال النبي عليه السلام ( إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ). صحيح الجامع.‌
عباد الله : في السنوات الاخيرة راينا تعدي للحدود واقتحام للمحرمات وتشجيع للكبائر والمنكرات واشاعة للفواحش بين المسلمين والله سبحانه يقول [إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ ] {النور:19}
عباد الله : عندما سكت المسلمون على اهل الفساد ولم ياخذوا على ايديهم ولم يتصدوا للمنكرات بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بدا اهل الانحراف والشذوذ يالتمادي والتطاول غير مبالين بثوابت الامة ومشاعرها ففي هذه الايام خرج علينا اراذل البشر والشاذين جنسيا الذين يسمون انفسهم (بالمثليين) باحتفال في احدى الجمعيات بالتعاون مع منظمة داعمة للمثلية الجنسية وبدعم السفيرة الامريكية في عمان ، وبمساندة من جهات وشخصيات داخلية ودعم خارجي بالمطالبة بحقوق لهم على غرار دول الغرب المنحرفة فيسمح لهم بالشذوذ والتحول جنسيا .والخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام : طالب المثليين في الاردن بالمزيد من الدعم، داعين الى تحقيق حقوقهم الكاملة كمواطنين يعيشون بكرامة في هذا البلد.
وشددت السفيرة وقالت حقوق المثليين هي حقوق الانسان وحقوق الانسان هي حقوق المثليين . خابت وخسرت .
عباد الله : والسؤال الذي يطرح من رخّص هذه الجمعية للشاذين في الاردن؟ والى اي جهة تتبع؟ وما هي اهدافها ؟ ولماذا تهتم بها جهات مشبوهة وسفارات دول تدعمها ، ام هي اثبات حسن نوايانا للغرب ؟
عباد الله : كل هذه التسميات التي يطلقونها مثل المثليين ليست هي الاصطلاح الشرعي، فالاصطلاح الشرعي للشذوذ هو فاحشة قوم لوط، وهو من جملة الفواحش والرذائل التي حرمها الله جل وعلا، وهذه هي التسمية السليمة، وهي أن تسمى بالفاحشة كما سماها القرآن: ( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ العَالَمِينَ] {الأعراف:80} .
فسماها فاحشة؛ لأن الاسم لا بد أن يؤدّي الغرض من التسمية، فمعنى كونها فاحشة أي: ذنبا متناهيا في القبح والبشاعة والقذارة، وهذا خير ما يتمسّك به المؤمن، وهو أن يحرص على الاصطلاحات الشرعية، ومع هذا فإن هذا المصطلح وهو الشذوذ الجنسيّ شائع بين الناس الا من رحم الله.
عباد الله : ايها الغيورين هل ترضون ان ينتشر هؤلاء الشذاذ ويعلنون فاحشتهم ويجاهرون بها فيقع الرجل على الرجل و المراة مع المراة في بلاد المسلمين ، اترضون هذا العمل الذي يغضب الله ويستجلب العذاب ، فعن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوما فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها . قالت زينب فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث . متفق عليه .
وجريمة الشذوذ والمثلية وعمل قوم لوط من الخبث الذي حذر الله منه فهو دمار للامة وخروج عن الفطرة التي فطر الناس عليها .
عباد الله : الشذوذ الجنسي يقع في الرجال والنساء، فقد يميل الذكر إلى الذكر، وقد تميل الأنثى إلى الأنثى، وهذا كله من أعظم المحرّمات التي حرّمها الله عز وجل، بل وحكم على أصحابها بأنهم قوم سوء، وبأنهم فساق، وبأنهم يعملون الخبائث، كما قال تعالى عن قرية قوم لوط التي كانت تعمل الخبائث: ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ] {الأنبياء:74} ، وعذبهم عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين ) :فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ] {هود:83} ، أي: من فعل فعلتهم فليس ببعيد أن يقع له ما وقع لهم، فوصفهم جل وعلا بالظلم، وعاقبهم عقوبة لم يعاقبها أحدا من العالمين؛ ولذلك قال تعالى في آيات أخرى ( وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُر وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ] {القمر:37}
عباد الله :ولنستمع إلى حديث الرسول وتحذيره وهو يبين العقوبات المتعددة لمن يخالف دينه وفطرته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ) صحيح الجامع.‌
وقال ( لعن الله من عمل عمل قوم لوط ) صحيح و قال : (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) صحيح الألباني و قال( ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت ) ( صحيح لغيره )
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ) ( صحيح لغيره )
نسال الله ان يحفظنا من الخلل والزلل وان يبعد عنا اهل الفساد والعناد اقول ما تسمعون
الخطبة الثانية :
عباد الله : اني لاعتذر عن طرح هذا الموضوع الذي يؤذي السامع وتشمئز منه النفوس السوية ولكن الامر خطير يتعلق بحماية الامة والمجتمع من الزلل والفاحشة ان الامر خطير عندما تشرع القوانيين وترخص الجمعيات ويتلقون الدعم من سفارات دول تعتبر صديقة ولا يخرج منهم الا كل كيد ومكر ودعم للفساد والارهاب بين المسلمين ، أين الغيورين من المسؤلين و أصحاب القرار ان كانوا فعلا حريصين على مصلحة المسلمين ومحاربة الفساد . الامر خطير عندما يجاهر اهل المعصية والفاحشة ويعلن لها ويحمى فاعلها في القانون كما هي كثير من المنكرات .
عباد الله : الفاحشة والشذوذ والمثليين شكل من أشكال محاربة لله ورسوله وصورة من صور الإفساد في الأرض، وترى فيه اعتداءً صارخا على قيم المجتمع وأخلاقه ونظامه العام، وتهديدا لأمنه واستقراره فالأصل ان يحاربوا ويطاردوا قبل ان يطارد المجرمون والقتلة فدعاة الشذوذ للمجتمع هم أشد فسادا وفتنة وخطرا من غيرهم ، ومثلما يجب التصدي لظاهر الغلو والتطرف فكذلك يجب التصدي لظاهرة الفساد والتحلل وان تقام الحدود لاستئصال هذه الجريمة من جذورها
عباد الله : من أهم الأسباب التي تؤدّي إلى الشذوذ الجنسي هوضعف الوازع الديني وعدم مراقبة الآباء لأبنائهم في تصرفاتهم وسلوكهم وعدم تربية الابناء تربية العزة والرجولة والشهامة وعدم توجيه وتعليم الأولاد والبنات إلى الحلال وابعادهم وتحذيرهم من الحرام . وعكس ذلك يكون من اهم الاسباب لعلاج هذه الظاهرة .

تعليقات