عبدة الشيطان
عباد الله :لاشك أن الشيطان قد عبد فى الأرض منذ أول لحظة كفر فيها الإنسان بالرحمن ، وأطاع فيها الشيطان وقد أشار اليها القران الكريم في عدة مواضع قال تعالى :[أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ] {يس:60}
وعندما يخاطب إبراهيم عليه السلام والده ويقول[يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا] {مريم:44}
هذه الآيات وغيرها دليل على وجود عبادة الشيطان منذ القدم ولكنها تختلف كلياً عن وقتنا الحاضر من ناحية الأفكار التي تحملها وطرق تأديتها
عباد الله : ولكن أقدم وثيقة وجدت لعبادة الشيطان ترجع إلى العام الثانى والعشرين بعد الألف من ميلاد المسيح عليه السلام فى مدينة فرنسا .
ومن فرنسا خرجت جماعة ( فرسان الهيكل ) الماسونية مع الحملات الصليبية على بلاد المسلمين ، واستطاعت هذه الجماعة أن تنشىء لها كنيسة خاصة لتمارس فيها طقوس عبادة الشيطان لأول مرة فى بلاد المسلمين ، وذلك فى مدينة القدس بفلسطين .
ومع هجرة الماسونيين إلى أمريكا أصبحت أمريكا بعد ذلك مرتعا خصبا لعبادة الشيطان ، بل وقفزت هذه العبادة قفزات هائلة جدا على يد الكهنه الأمريكان الخبثاء . الذين أنشأوا أخطر كنيسة على وجه الأرض تسمى (كنيسة عبدة الشيطان) التى ينتمي اليها الشباب والفتيات الذين ينتسبون إلى أغنى العائلات !!!
ثم أنشأت الكنيسة فروعاً لها فى بعض ولايات الأمريكا ، واروبا .وأخرجت مبشرين لها ودعاة لفكرها فى مختلف أنحاء العالم .
عباد الله : إن هؤلاء الخبثاء يعتقدون أخبث وأقذر عقيدة على وجه الأرض ، إنهم يعبدون الشيطان . ويكفرون بالرحمن الذى حذر من عداوة هذا العدو اللدود .
فقال سبحانه :[إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ] [فاطر:6] وبين سبحانه أن الشيطان سيتبرأ منهم فقال تعالى :[كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ] {الحشر:16}
وهم يعتقدون أن الله تعالى قد ظلم إبليس بإخراجه من الجنة فلابد من اتباعة لأنه هو الذى سيخلص العالم من الشر ! وما ملأ العالم كله بالشر إلا ابليس .
عباد الله : اما عقيدتهم فعقيدة خبيثة فاسدة لا تخرج عن الجنس الفاضح وتعاطى المخدرات ، فالهدف الرئيسى هو إشباع الغريزة الجنسية بغض النظر عن الوسيلة ، فهم يبيحون ممارسة الجنس بشتى انواعة ، وتبدأ حفلاتهم بالرقص على أنغام الموسيقى الصاخبة وسط جو مشبع بالبخور ، ودخان المخدرات ، ضمن أجواء خاصة فى احتفالات أسبوعية دورية تبدأ بالرقص العاري مع الموسيقى الصاخبة ، ثم يعلن بعدها البدء فى ممارسة الجنس بصورة جماعية مع استمرار الموسيقى الصاخبة والأضواء المتحركة إلى أن يصل الجميع إلى حالة من الهيستريا تُرتكب خلالها بعض الجرائم الشاذة والغامضة .
عباد الله : إن اليهود هم الذين بدأوا فى نشر أفكار ومعتقدات هذا المذهب الخبيث فى أوساط شبابنا عن طريق استدراجهم من خلال الجنس ، وتعاطى المخدرات ، ومن خلال الحفلات الموسيقية الصاخبة .
ثم يقنعون هذا الشباب بعد ذلك بمعتقدات هذه الطائفة التى تركز على تقديس وتمجيد، وعبادة الشيطان وكراهية الرحيم الرحمن . مأساة مروعة تخلع قلوب الغيورين الصادقين الذين تتقطع قلوبهم حسرات على أحوال هذه الأمة التى يتكالب عليها الأعداء من شتى أقطار الأرض حتى لا تقوم لها قائمة ، بالقضاء على شبابها بل على سواعدها التى لا ما قامت البلاد الا بسواعدهم .
عباد الله : ولكن السؤال الخطير الذي يطرح ما هى الأسباب التى أدت إلى ظهور هذه النبتة السيئة ؟
والسبب يا عباد الله هو استقالة الأسرة وغياب القدوة . استقالة الأب من تربية أبناءه ، واستقالة الأم من أشرف وظيفة لها وهى التربية ، فلو نظرنا نظرة فاحصة مدققة لواقع مُر أليم تحياه بيوت المسلمين لرأينا استقالة لا أقول فردية بل جماعية من كثير من الآباء والأمهات عن تربية ابنائهم وبناتهم
إن إهمال الوالدين للأبناء لم يضر الأبناء فحسب بل يضر الآباء قبل الأبناء في الدنيا والآخرة
فاستقالة الأسرة وغياب القدوة أمر خطير فلا بد أن تعي الأسرة مسئولية التربية ، وأن يعلما يقينا أنهما مسئولان بين يدى الرحمن جل وعلا .
ومن الأسباب كذلك المناهج التعليمية الحديثة في مدارسنا وجامعاتنا ، فهي تحسن أن تعلم الجيل المعارف والمعاني، والعلوم ، ولكنها لاتحسن أن تعلم عيونهم الدموع ، ولا قلوبهم الخشوع .
ومن الأسباب كذلك الإعلام ، وما أدراك ما الإعلام إن القائمين على الإعلام الا من رحم الله لا يرقبون فى مؤمنين إلاً ولا ذِمَّة ؟
ومن الأسباب كذلك الفراغ الديني القاتل فمن الشباب من يعيش الآن فى فراغ دينى قاتل ،. قال تعالى :
[ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى] {طه:124} والعلاج : هو المسجد
المساجد هى الحصن الحصين التربوى الطاهر الذى يحمى أبنائنا بإذن الله من الانحراف والانحلال .
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا الحمد لله الذي خصنا بكتابة المبين الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، الحمد لله الذي حفظ كتابه من التحريف والتبديل وذم الذين يتعرضون له بالتمويه والتأويل وتحدى الإنس والجن أن يأتوا بأية من مثله مهما أوتوا من البلاغة والتأهيل .
عباد الله : إن أقدس مقدسات الأمة هذا القرآن العظيم الذي قال فيه سبحانه وتعالى: { وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وما هو بالهزل
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: فإن أصدق الحديث كتاب الله.
عباد الله : قد يقول قائل بعد خروجنا من هذا المسجد ما الفائدة من هذة الخطبة ونحن والحمد للة لسنا من أصناف هؤلاء ولا يوجد عندنا منهم ، فاقولها وبكل امانة : من باب الدين النصيحة ومن باب بلغو عني ولو اية ومن باب العلم بالشئ لا الجهل فية ، ومن باب اهم من ذلك انة ومن المؤسف أنة يوجد ممن ينتسب لهذه الأمة الإسلامية وممن يقول " لا إله إلا الله محمد رسول الله وممن يحملون الشهادات في جامعاتنا والتي مسماها بال بيت النبي " ممن ينتسبون الى هؤلاء الخبثاء وممن يسيئون إلى القرآن الكريم وإلى النبي العظيم وإلى مقدسات الأمة وثوابتها، دون وازع من دين أو خوف من رب العالمين. ومن ابناءنا وبناتنا من يدرس بهذة الجامعات وغيرها ويلبسون لباسهم ويقلدون حركاتهم فكان لا بد من النصيحة والتحذير في ظل وجود مثل هذه الآفة وصدور مثل هذه الأفعال من أناسٍ هم من بني جلدتنا ومن أبناء المسلمين وفي ديار المسلمين .
تعليقات
إرسال تعليق