القائمة الرئيسية

الصفحات

حق النبي صلى الله عليه وسلم

أما بعد عباد الله :ـلقد كان الناس قبل بعثه النبي صلى الله عليه,وسلم في ضلال مبين كما اخبر ذلك رب العزة في كتابه {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (2) سورة الجمعة

** فبعث الله محمد بالهدى ودين الحق والنور فاخرج البشريه بإذن ربه من الظلمات إلى النور ومن ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ومن ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ومن الجهل إلى نور العلم ومن البدع إلى نور ألسنه . ولذلك امتن الله على المؤمنين ببعثه محمد صلى الله عليه وسلم فقال {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (164) سورة آل عمران
عباد الله إن للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حقوقا كثيره جدا نذكر منها ليس على سبيل الحصر وإنما لنتدارك الأمر ونلتزم إذا كنا مقصرين .
أولا :ـ أن نحب النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) رواه مسلم
ولما قال عمر رضي الله عنه لرسول الله : يا رسول الله لأنت احبُ اليّ من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك . فقال عمر : فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر) صحيح
** وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) متفق عليه
*** وقد ضرب لنا الصحابة رضي الله عنهم أروع ألا مثله في محبه النبي صلى الله عليه وسلم
أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يودع أمته على المنبر ويقول لهم ( إن الله خير عبدا بين أن يخُلد في الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله فقال أبو بكر فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا) صحيح

ولما حاول عروةُ بنُ مسعود ممثل الكفار في صلح الحديبيه أن يلمس لحيه رسول الله وهو يتكلم معه ، ضرب الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة ضرب يده بنصل السيف ، وقال له أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا لا ترجع إليك ) صحيح الألباني
** ولما رجع عروه إلى كفار مكة قال لهم : أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسر والنجاشي والله ما رأيتُ مليكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، والله إن تنخم نخامةً إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدِّون النظر إليه تعظيما له) البخاري
ويقول عبد الرحمن بن عوف إني لواقفٌ في الصف يوم بدرٍ فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانها ، فغمزني أحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل ؟ قلت نعم فما حاجتك إليه يا ابن أخي ؟ قال أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك قال وغمزني الآخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه قال فابتدراه بسيفهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال أيكما قتله ؟ فقال كل واحد منهما أنا قتله فقال هل مسحتما سيفيكما ؟ فقالا لا فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال كلاكما قتله . الشاهد يا عباد الله الحب الصادق عند هذين الغلامين لرسول الله صلى الله عليه وسلم
** ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم تتمثل في اتباعه والتأسي به والتمسك بسنته وسلوك منهجه لا بالكلام والشعارات والاحتفالات بمولده واكل الحلوى بمولده {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } (31) سورة آل عمران
عباد الله :
ومن احب رسول الله كان معه في الجنه
*** جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال ويلك وما أعددت لها ؟ قال ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله . قال أنت مع من أحببت . قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها ). متفق عليه
** وكيف لا نحب النبي ونتقرب إلى الله بحبه وها هي الجبال والشجر والحجر والدواب تحب النبي صلى الله عليه وسلم
**( أحد جبل يحبنا ونحبه ) صحيح الألباني
**(. عن يعلى بن مرة الثقفي قال سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلنا منزلا فنام النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت له فقال هي شجرة استأذنت ربها عز وجل أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها ‌) صحيح الألباني

**( وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر ذهب إلى المنبر فحن الجذع فأتاه فاحتضنه فسكن فقال لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة) صحيح الألباني

**( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأي النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت فقال من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله فقال أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبه ) أي تتعبه ( صحيح الألباني )

**فهذه الحيوانات تحب رسول الله وأنت يا ابن آدم تحب المال والدنيا والشهوات

ثانياً : ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يطيعوه في كل أمر وذلك لأن الله أمرهم بذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} (20) سورة الأنفال

**ولأن الرسول يدعو أمته إلى الصراط المستقيم الذي يوصلهم إلى رضى الله والجنه {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (73) سورة المؤمنون

**ولأن في طاعته الهدى إلى الخير { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ُ} (54) سورة النــور

**وكذلك في مخالفته الضلال والهلاك والدمار والفتن { وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب

** وقال ابن مسعود( ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم) مسلم

**** ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قالوا ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) صحيح

** ومن عصا النبي صلى الله عليه وسلم فله النار {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (14) سورة النساء

**وهاهم أهل النار يندمون في وقت لا ينفع فيه الندم على عدم طاعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} (66) سورة الأحزاب

ثالثاً : ومن حق الرسول على أمته أن يستجيبوا له إذا دعاهم لما يحييهم وذلك
** لان الله أمرهم بالاستجابة له ولرسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ َ} (24) سورة الأنفال
** ولان في الاستجابة لله وللرسول الجنة {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى ُ} (18) سورة الرعد
رابعاً : ومن حق الرسول على أمته أن يكثروا من الصلاة والسلام عليه استجابة لقول الله {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (56) سورة الأحزاب
وقال صلى الله عليه وسلم(من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا) مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي )ص الألباني
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
خامساً : ومن حق الرسول على أمته أن يتأسوا به في كل شيء لان النبي لا ينطق عن الهوى ولانه افضل البشر على الاطلاق {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم
وقال صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر) ص الألباني
سادساً: ومن حق الرسول على أمته أن يرضوا بحكمه إذا تحاكموا أليه في حياته والى سنته بعد موته ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ اً} (59) سورة النساء
سابعا :ـ ومن حق الرسول على أمته أن يتأدبوا معه في حياته ومع سنته بعد موته
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) سورة الحجرات
ولقد تأدب أصحاب رسول الله بهذه الآداب مع الله ومع رسوله فما عاد مقترح يقترح على رسول الله ، ولا قائل يقول على رسول الله، ولا مفت يفتي حتى يرجع إلى رسول الله ، بل إن من شدة تأدبهم امسكوا عن الاجابه عما يعلمون خشية أن يكون في الاجابه تقديم بين يدي الله ورسوله ، ( عن أبي بكرة رضي الله عنه قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم في حجه الوداع فكان من بين خطبته أن سألهم أي شهر هذا ؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس ذا الحجة ؟ قلنا بلى . قال أي بلد هذا ؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس البلد الحرام ؟ قلنا بلى قال فأي يوم هذا ؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه . قال أليس يوم النحر ؟ قلنا بلى . قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا )صحيح
ثامناً: ومن حق الرسول على أمته ا ن ينصره ويدافعوا عن سنته ونفديه بالنفس والمال والولد {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ } (40) سورة التوبة
تاسعاً : ومن حق الرسول على أمته أن لا يرفعوا أصواتهم بحضرته ولا عند قبره بعد موته {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (2) سورة الحجرات ***** إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقا على هذه الامه بعد حق الله فيجب أن يوقر ويحترم ويقدر ويتأدب معه ولو نظرنا إلى أحوال المسلمين في هذا الزما ن هل تأدبوا مع النبي هل التزموا هديه هل سيرتهم وسريرتهم وفق هدي النبي هل معاملاتهم وبيعهم وفق هدي النبي هل ربينا أبنائنا كما علمنا النبي هل أفراحنا واتراحنا وفق هدي النبي هل بيوتنا كبيت النبي أو كبيوت الكفار والنصارى نتشبه بهم في أشكالنا ولباسنا واكلنا وتجارتنا وكلامنا 

تعليقات