الأقصى يا مسلمين
عباد الله : لا تهون مقدسات أمة عليها إلا حين يهون دينها في قلوب أفرادها، وإذا هان دينهم في نفوسهم تسلط عليهم أعداؤهم ، فأذلوهم وأهانوهم، ولم يحفظوا لهم حقًّا، ولم يفوا لهم بعهد.عباد الله : ستبقى قضية المسجد الأقصى مسرى نبيُ هذه الأمة هي قضية الأمة الأولى في صراعها مع عدوها اللدود "اليهود" ومن وراءهم من العالم الغربي الصليبي، وستبقى قضية الأقصى محطّ اهتمام كلّ مؤمن بالله، صادق الإيمان، وفي قلب كلّ متّبع لنبي الله صلى الله عليه وسلم. وستبقى قضية الأقصى هي "رحى" المعركة مع اليهود التي لن تهدأ إلا بخروجه ذليلا صاغرا.
عباد الله : لا يخفى عليكم ما يتعرض له أقصانا الشريف من اعتداءات متتالية وانتهاكات متتابعة نراها بأعيننا ونسمعها بأذاننا، فواجب علينا أن نتذاكر هذه الأحداث العظام وأن نحمل هم أقصانا العظيم ، لأن الأقصى قبلة المسلمين، ولأن الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي يشد الرحال إليها ، ولأن الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض، ولأن الله جل وعلا وصف بيت المقدس والمسجد الأقصى بالخير والنماء والبركة .
عباد الله :إن الأقصى رمز عقيدتنا وعنوان عزتنا ومسرى ومعراج رسولنا ، فهو بوابة الأرض إلى السماء وهو درة الشام وقلب فلسطين ،ومقر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فلابد أن نعرف جيداً قداسة بيت المقدس، وأنها أرض مقدسة ، فإذا علمنا قدسيتها استشعرنا عظمتها .
عباد الله :إن اليهود يظنون باستفزازاتهم أنهم يستفزون أهل فلسطين فقط ، وما علم هؤلاء الأنذال المجرمون أنهم يستفزون ويجرحون مشاعر جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، إنهم يريدون إقامة دولتهم المزعومة وأن تكون القدس عاصمة لهم كما أنهم يسعون سعياً حثيثاً إلى هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض الأقصى ، ولهذا فقد تعرض الأقصى من قبلهم إلى الحرق وإطلاق النار في ساحاته والحفريات المستمرة تحت أساسه والاعتداءات المتكررة والتدخل في شئونه ومحاولة اقتحامه ومنع الاذان والصلاة فيه ،والدخول من خلال بواباتة الالكترونية ، وكل هذه الإستفزازات إنما هي تمهيدات لهدم الأقصى وإسقاطه ، ولا عجب في ذلك لانهم يقولون لا قيمة لليهود بدون إسرائيل ولا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل .
عباد الله : إن اليهود بعد أن ضمنوا وطبعوا العلاقات مع حكام وزعامات الدول العربية الا من رحم الله ، يريدون من عبثهم في هذه الأيام في الاقصى من فرض سيطرتهم وهيمنتهم علية .
عباد الله :إن أقصانا الحبيب قد اجتمع عليه أشرار اليهود وأنذال المنافقين العرب ليتلاعبوا بقضية المسلمين الأولى قضية الأقصى فتأمروا عليه تآمراً رهيباً عبر سلسلة طويلة من المؤامرات والقرارات والمؤتمرات .
عباد الله : إن ما يجري اليوم في القدس إنما هو امتحان شديد لنا أمة الإسلام فنحن اليوم نعيش على مفترق طرق يحيط بنا وبقدسنا ومقدساتنا من كل جانب ، إن الشجب والإستنكار في مثل هذه المواقف لا يجدي شيئا لأن استرجاع الحقوق وتحرير المقدسات لا يأتي عبر هذه الوسائل فما أخذ بالقوة لا ولن يسترد إلا بالقوة. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبه الثانيه :
عباد الله :إن القدس الشّريف أمانةٌ في أعناقِ المسلمين، وإنَّ التفريطَ فيه تفريطٌ في دينِ الله ،والله ستسألون عن هذه الأمانةِ إن فرَّطتم في حقِّها أو تقاعستم عن نصرتها ورعايتها.
إن ما يفعله اليهود في اخواننا من قتل وحرق وتشريد وتقتيل وإغلاق جائر ومنع المصلين من الصلاة فيه والاعتداء على الرموز الدينية
لهو اعتداءٌ آثم وفِعل شنيع, وهاهم إخواننا هناك مازالوا يعانون من بطش اليهود وظلمهم, ولكن الله غالب على أمره: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) .
عباد الله: ان من العار والشنار ان يغلق الاقصى من الصلاة والنداء والدعاء ، وتفتح المهرجانات للرقص والمجون والغناء
تعليقات
إرسال تعليق