القائمة الرئيسية

الصفحات

أدركوا المسجد الأقصى

ستبقى قضية المسجد الأقصى مسرى نبيُ هذه الأمة صلى الله عليه وسلم هي قضية الأمة الأولى في صراعها مع عدوها اللدود "اليهود" ومن وراءهم من العالم الغربي الصليبي.
وستبقى قضية الأقصى محطّ اهتمام كلّ مؤمن بالله، صادق الإيمان، وفي قلب كلّ متّبع لنبي الله صلى الله عليه وسلم.وستبقى قضية الأقصى هي "رحى" المعركة مع اليهود التي لن تهدأ إلا بخروجه ذليلا صاغرا.
عباد الله : لا تهون مقدسات أمة عليها إلا حين يهون دينها في قلوب أفرادها، وإذا هان دينهم في نفوسهم تسلط أعداؤهم عليهم، فأذلوهم وأهانوهم، ولم يحفظوا لهم حقًّا، ولم يفوا لهم بعهد.
عباد الله: هل نسي المسلمون ما للأقصى من مكانة في الإسلام، أنسوا أن الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى، صلى إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم .
أنسوا أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض لعبادة الله وتوحيده،
أنسوا أن المسجد الأقصى تضاعف فيه الصلاة ويعظم فية الثواب،
إن نسي المسلمون تلك المكانة الرفيعة لتلك البقعة المباركة، فإن المولى سبحانه قد تكفل بحفظها وإعادتها إلى حياض المسلمين، وسيبقى المسجد الأقصى منارة من منارات الإسلام الشامخة طال الزمان أو قصر.
عباد لله : لم يُبرز التأريخ قضيةً تجلّت فيها ثوابتُنا ، وحقوقنا ، وأمجادنا ، كقضية المسلمين الأولى، قضية فلسطين المسلمة المجاهدة الصامدة، والقدس المقدسة، والأقصى المبارك،
عباد لله : كان المسجد الأقصى على مرِّ التاريخ مسجداً للمسلمين من قبل أن يوجد اليهود ومن بعد ما وجدوا؛ فإبراهيم عليه السلام هو أول من اتخذ تلك البقعة مسجداً، وقد قال الله تعالى عنه.﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِياًّ وَلاَ نَصْرَانِياًّ وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 67]، وليس لبني إسرائيل يهوداً ونصارى علاقة بالمسجد الأقصى .
ولكن اليهود والنصارى في هذا الزمن لا يؤمنون بذلك، ويحاربون المسلمين عليه؛ إذ يعتقد اليهود أن بناء الهيكل الثالث سيخرج ملكاً من نسل داوود عليه السلام، يحكمون به العالم، ويقتلون غير اليهود، كما يعتقد النصارى أن نزول المسيح سيكون في الأرض المباركة، وأنهم سيكونون أتباعه، ويقتلون به غير النصارى؛ فالصراع على بيت المقدس هو صراع ديني عقائدي، يعتقد صهاينة اليهود والنصارى أنهم لن يستطيعوا حكم العالم إلا بعد بناء الهيكل فيه؛ ولذا فلن يتنازلوا عنه مهما كلف الأمر.
عباد لله : إن فلسطين - تاريخاً وأرضاً ومقدسات ومعالم - هي إرث المسلمين، إرثٌ واجب القبول، متحتم الرعاية لازم الصون، إنه ليس خياراً يتردد فيه المترددون أو شأناً يتحير فيه المتحيرون؛ لهذا وذاك كان أكثر ما سُفِك من دماء المسلمين، وأضرى ما وقع من حروبهم على مر التاريخ حول تلك البقعة، وعلى ذلك الثرى والدم الذي سكبه المسلمون أيام الحروب الماضية، لم يكن لينضب وفي المسلمين أوردة تنبض.
عباد لله : إن المسلمين مدعوون في هذا الزمن إلى العودة إلى الدين، وإلى فهم الإسلام الفهم الصحيح المتكامل، وإلى الاعتزاز بالإسلام والدعوة إليه، والتفاني في التضحية من أجله بالغالي والنفيس.
كما أن على المسلمين تحقيق الولاء والبراء، ففي الحديث:أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله "
فبغض اليهود والنصارى من مقتضيات التوحيد:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة:51].
كما يجب على المسلمين إقامة الوحدة الإسلامية بين المسلمين والسعي في تحقيقها،.
ويجب على المسلمين إحياء شريعة الجهاد في سبيل الله؛ ففي الجهاد العزة والتمكين، والجهاد هو السبيل الوحيد لاسترداد المقدسات، والذود عن الأعراض والدماء والممتلكات.فما اخذ بالقوة لاولن يسترد الا بالقوه
عباد الله : لا مقاومة للصهاينة إلا بالقتال، ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، عندما رُفعت راية الجهاد في فلسطين على أيدي قلة من المجاهدين بدأت قوائم القتلى تتصاعد في أوساط اليهود، وأخذ الأمن ينحسر، والهجرة اليهودية تتراجع، وتذوَّق المسلمون حلاوة النصر بدلاً من ذل الهزيمة وعفن السلام المزعوم. ويجب الوقوف مع الأخوة في فلسطين بكل ما يملكه الإنسان من دعم حتى لو اقتصر على الدعاء .
اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم
عباد الله: إن من الناس مَن لا عمل له في نصرة الأقصى إلا المناداةَ لنصرته، ومطالبةَ الحكومات بتحريره، والتباكيَ على احتلاله، وإلقاء التبعة والمسؤولية في ذلك على الآخرين، ولو تتبعت حالَه لوجدته أبعدَ الناس استعداداً لنصرة الأقصى ، فقضية المسجدِ الأقصى مغيبةٌ في مجالسه وبيته، ولا حظَّ للمسجد الأقصى في دعائه .
عباد الله: إن البيوت الخربة التي خلت من ذكر الله، وضُيِّعَتْ فيها الصلاة، وصارت مناخاً ومحطاً لما يتهدد الأخلاق من أفكار غربية منكرة، لهي أبعدُ البيوت عن نصرة الأقصى؛ وإن رجلاً هذا حالُ بيته لحقيق أن يصمت فلا يلقي باللائمة والتقصير على الآخرين ما لم يقم هو بواجبه. إن نصرة الأقصى لا تأتي عبطاً ولا عفواً من غير استعداد وتأهيل، ومن لم ينصر الله بإقامة دينه واستصلاح بيته وتربية أهله وولده على ما يُرضى اللهَ سبحانه، فليس بجدير أن ينصر الأقصى.
يا مَن أضعت صلاة الفجر، أن أعداء الإسلام يعترفون أن النصر والتمكين للأمة الإسلامية سيكون على أيدي رجال الفجر. يقول اليهود: لن تستطيعوا أن تنتصروا علينا حتى يكون عدد المسلمين في صلاة الفجر كعددهم في صلاة الجمعة، نعم إن كل عاقل يُدرِك يقينًا أن نصرَ هذه الأمة ورِفْعَتها سيكون ولا شك على أيدي رجالِ الفجر، فصلاة الفجر مُلتقى الأبرار، وزاد الأبطال، وسر العظمة والرفعة، وهي أهم أدوات النصر.
فها هو صلاح الدين الأيوبي: يُربِّي جيشه ويحفزه على الصلاة، وخصوصًا قيام الليل وصلاة الفجر، وكلما مرَّ على قوم يصلُّون يقول: من هنا يأتي النصر، وكلما مرَّ على قومٍ نائمين يقول: مِن هنا تأتي الهزيمة... وصدق ربُّنا حيث قال: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]؛ فكيف ينصر الله المسلمين وهم يضيعون فرضًا من فروضه؟ وكيف ينامُ المسلمون عن صلاة الفجر، ثم يرفعون أيديَهم يطلبون النصر والتمكين؟! إن الطريق إلى الفلاح والتمكين يبدأ من المحراب،

تعليقات