القائمة الرئيسية

الصفحات

أعمال عشرة يجري ثوابها على العبد بعد موته

أعمال عشرة يجري ثوابها على العبد بعد موته

عباد الله: أن من اعظم نعم الله على عباده المؤمنين أن هيأ لهم أبوابا عديدة من الخير والإحسان يقوم بها العبد الموفق في هذه الحياة ويجري ثوابها عليه بعد الممات, فأهل القبور في قبورهم مرتهنون ,وعن الأعمال منقطعون ,وعلى ما قدموا في حياتهم محاسبون , بينما هذا الموفق في قبره الحسنات عليه متوالية ,والأجور عليه متتالية ,ينتقل من دار العمل ولا ينقطع عنه الثواب ، تتضاعف أجورهم وهم في قبورهم ,فما أكرمها من حال وما أجملها من مآل
عباد الله : لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمورا يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد موته , عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، (سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ، وهُو فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ) ولنتأمل عباد الله هذه الأعمال ,ولنحرص على أن يكون لنا منها حظ ونصيب ما دمنا في دار الإمهال ,وقبل أن تنقضي الأعمار وتنصرم الآجال .

عباد الله : أما تعليم العلم فهو العلم النافع الذي يبصر الناس بدينهم ,العلم الذي يعُرف
به الهدى من الضلال ,والحق من الباطل والحلال من الحرام , وهنا عباد الله يتبين عظم فضل العلماء الناصحين والدعاة المخلصين ,الذين هم في الحقيقة سراج العباد ومنار البلاد .
عباد الله : اما حفر الآبار وإجراء الانهار لكي تصل المياه إلى أماكن الناس ومزارعهم فيرتوي الناس من الماء الذي هو اهم مقومات الحياة فقد جاء في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "بَيْنما رجُلٌ يمشي، فاشتدَّ عليه العطَشُ، فنزَلَ بئراً، فشرب منها، ثمَّ خَرَجَ، فإذا هو بكلبٍ يَلْهَثُ، يأكلُ الثَّرى من العَطَشِ، فقالَ لقد بلغ هذا مثلُ الذي بلَغَ بي، فنزل البئرَ، فملأ خُفَّهُ، ثمَّ أمْسَكَهُ بفيهِ، ثمَّ رَقِيَ فسقى الكلبَ، فشَكَرَ الله له، فغَفَرَ لهُ ) متفق عليه
عباد الله :اما غرس النخيل والاشجار فمن المعلوم أن النخيل سيد الأشجار وأفضلها وأنفعها وأكثرها عائدة على الناس ,فمن غرس نخلا وسبَّل ثمره إلى المسلمين ,فإن أجره يستمر كلما طعم من ثمره طاعم ,وكلما انتفع بنخله منتفع من إنسان أو حيوان ,وهكذا الشأن عباد الله في غرس كل ما ينفع به الناس من الأشجار .
عباد الله :اما بناء المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله والتي [فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ] {النور:36} , وإذا بني المسجد أقيمت فيه الصلاة, وتلي فيه القرآن , ونشر فيه العلم واجتمع فيه المسلمون وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" متفق عليه .
عباد الله :اما توريث المصحف فيكون بشرائه وبطباعته ووقفه في المساجد ودور العلم , ولواقفة أجرٌ عظيم كلما تلا فيه تالٍ ,وكلما تدبر فيه متدبِّر, وكلما عمل فيه عامل .
عباد الله :اما تربية الأبناء وتأديبهم ,والحرص على تنشئتهم على التقوى والصلاح , حتى يكونوا أبناء بررة وأولادا صالحين ,فيدعون لأباءهم بالخير ويسألون الله لهم المغفرة والرحمة ,فإن هذا مما ينتفع به الميت في قبره . نسأل الله الكريم أن يوفقنا وإياكم لكل خير ,وأن ييسر لنا أبواب البر والخير والإحسان
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
عباد الله : وإن مما يجري على المسلم ثوابها ,وهو ميت في قبره غير ما تقدم الرّباط في الثغور في سبيل الله لصد العِدا وحراسة المسلمين, لما ثبت في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ,وإنْ مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل ,وأجري عليه رزقه وأَمن الفتان" ,أي أنه في قبره ينمو له عمله إلى يوم القيامة, ويأمن من فتنة القبر

عباد الله: هناك أعمال إذا قام بها الإنسان في حياته ,واعتنى بها يجري له ثوابها وهو في قبره بعد ما يموت ,وهي تعليم العلم النافع ,وإجراء الأنهار ,وحفر الآبار ,وغرس النخيل والأشجار ,وبناء المساجد, وتوريث المصاحف ,وتربية الأبناء , وبناء الدور ووقفها على المحتاجين ,والصدقات الجارية ,والرباط في الثغور .


تعليقات